ردي على “غير سعودي” حول تدوينة أساطير السعودة – لماذا لا يتم توظيف السعودي في الشركات؟
وصلني تعليق على تدوينة اساطير السعودة من أحد قراء المدونة الذي رمز لإسمه بـ “غير سعودي”، سأختصر قي اقتباساتي له ولمن يرغب في قراءة تعليقه كاملا يمكنه ذلك هنا: أساطير السعودة – لماذا لا يتم توظيف السعودي في الشركات؟ لقد قمت بإعادة صياغة بعض الجمل للاختصار فقط دون المساس بالمعنى، الكلام الموجود داخل مربع الاقتباس الأبيض هو حديثه هو. واترك الحكم لكم.
في البداية، أشكرك عزيزي ويشرفني تعليقك وإليك إجابتي:
“أنت عممت على جميع الشركات، فبعضها لا يزيد راتب رئيسها عن 15الف فكيف يوظفون سعودي لديه الخبرة براتب 20 الف. اذا سيجبرون على توظيف غير سعودي براتب 7000 وتكون لديه نفس مؤهلات وخبرات السعودي.”
أنا حاولت التحدث بشكل عام، ولا يتسع المجال لتقسيم الشركات لاحجام مختلفة والتطرق لها بشكل منفصل. دعنا نتحدث عن المثال الذي أشرت إليه، تلك الشركات في الغالب لا تتطلب نفس المستوى من الكفاءات والخبرات التي تتطلبها الشركات الأخرى. أضف إلى ذلك أنك في هذه الشركات الصغيرة الحجم لا تحتاج إلى توظيف مدير للتوظيف بل قد تكتفي بمنسق توظيف أو حتى يكون مدير التوظيف هو نفسه مدير التدريب والإدارة الأداء وبالتالي توظف شخص واحد عن 3 أو حتى أكثر براتب معقول!
“حملت الثانوية أو المعاهد من السعوديون يقبلون براتب 3000 او ب5000 ولكن هل يقدر أن يكون مدير توظيف، أو مساعد مدير التوظيف براتب 4000؟
أتصور تطرقت لإجابة ذلك في النقطة السابقة.
“احد الاصدقاء اخوه خريج ثانوية و معهد حاسب عرض عليه وظيفة مساعد مدير شؤون موظفين براتب 6000 ريال ومن مهامه التنسيق مع المعقبين واوضح له انه لايوجد مدير شؤون موظفين في الشركة وله الفرصة. اخوه رفض لانه لا يريد ان يعمل معقب بعض الاحيان.”
ولو أنني لا أتفق ما ما قام به أخو زميلك لكن يضل له الخيار في أن يعمل بالمجال الذي يحبه ويفضله، قد يكون لديه فرص أخرى يبحثها.
“اما استقرار السعودي فقد تغاضيت عن من راوتبهم تقارب ال10 الاف ريال والذين يتنقلون بين الشركات. احدهم تنقل بين شركتان و بنك خلال عام واحد وراتبه متقارب والسبب انه سيعمل في بيئة مع النساء في البنك. اعرف انه ربما قد تقول لي انه حالة واحدة فقط ولكن اذا سالت قد تجد الكثير.”
هل لديك الوقت الكافي لاعرفك على الاف الاشخاص الذين لا يفكرون بنفس طريقة صاحبك؟ هو مثال فقط ينتشر في كل المجتماعات ولا يوجد دراسة تدعم أو تشير حتى نعتمد عليها. أنا لا أشجع التنقل السريع بين الشركات على أي حال، لكن ما رأيك لو ذكرت لك أن الجيل القادم (Generation Z) والذي ما زالوا في المدارس والجامعات تشير الدراسات العالمية إلى أنهم سريعوا الملل ويغيرون أعمالهم خلال سنة واحدة؟
” اذهب الى مواقف سيارات المجمعات التجارية التي تحتوي على شركات كبرى او البنوك او ادارة حكومية يوم الاحد الساعه 3 العصر و اذهب الى نفس الموقف يوم الاربعاء بنفس الوقت ستلاحظ ان عدد السيارات قل بشكل ملحوظ ولذلك لان السعودي منذ كان في المدرسة يعتقد ان يوم الاربعاء يوم ثقيل و يجب ان يغادر مبكرا”
هذه مسؤولية الشركات نفسها فقد تكون هي من تتساهل في مثل هذه الأمور، كيف ستكون حالة تقاطع إشارة لا تعمل فيه الإشارة الضوئية؟ وكيف سيكون حال البلدان إذا ضعف فيها العقاب؟ من أمن العقوبة اساء الأدب! في المقابل، أدعوك لزيارتي في عملي الحالي وكذلك عملي السابق لأجعلك تشاهد بعينك عدد الشباب السعودي وأخوانه من غير السعوديين وكيف يعملون ليس فقط حتى آخر ساعة في يوم الاربعاء، بلا حتى في الإجازات!
مرة أخرى، أتصور في غياب دراسات واضحة لمثل هذه الحالات لا يمكن الإشارة لها، كيف سيكون موفقك مثلا لو اشرت للجرائم التي يرتكبها غير السعودي هنا؟ مع أن الجرائم تقع من الجانبين!
ثم لا ننسى أن نشير إلى أن غير السعودي في أغلب الأمور خرج من بلده بحثا عن لقمة العيش وبالتالي تجد مستوى التزامه عالي جدا ونسبة غير الجادين قليلة، وبالإضافة إلى أن بعضهم لا أهل ولا حياة اجتماعية له هنا فطبيعي جدا أن يقضي معظم أوقاته في العمل!
“اما بالنسبة للخبرات و المؤهلات أغلبهم اناس لا يرضون الا بافضل المناصب و اعلى الرواتب، الخريج جديد يقولك انا خريج جامعة البترول و اعمل منسق اعمال ؟؟ يجب ان اكون مدير مشروع!!! او حملة البكالريوس من خارج المملكة يرى ان اقل راتب يستلمه هو 20 الف.”
بلا شك توجد امثلة من ما ذكرت بعضها يردد ما تقول ولكنه يواجه حقيقة الواقع ويتجاوب معه في النهاية، دعه يبحث إن وجد ما يبحث عنه فهنيئا له والا سيقبل بما يقدمه له سوق العمل.
“اعرف شاب سعودي جامعي اهله في المدينة المنورة ويرفض البحث عن عمل خارجها مع انه حصل على عروض من سابك في الجبيل و ارامكو في الخفجي.”
له حق الخيار يا عزيزي، إن وجد ما يبحث عنه فله ذلك، على الرغم من أنني لا أتفق معك أنظر إلى الرياض وجدة والشرقية على سبيل المثال، سيصعب عليك أن تجد أهل تلك المناطق مقارنة بالقادمين لها من خارجها بحثا عن فرص العمل.
اما حافز وما ادراك ما حافز ف70 % من المتقدمين نساء لا يرغبن بالعمل بل يرغبن بالراتب مع ان زوجها يكون مدير عام لشركة وراتبه 70000 ريال
هل تستطيع أن تضمن لي لو أن مثل هذا البرنامج قدم في دولة أوربية أو غيرها (ولن أقول هنا دولة عربية!) سيختلف الحال عن ما حدث؟ هل يمكنك الجزم بأن نساء رجال الاعمال وغيرهم لن يحاولو الحصول على حصة من هذه الكعكة؟
في الختام أرغب في التأكيد على أن الكفاءات لا جنسية لها، وطالما أن غير السعودي يعمل في البلد بشكل نظامي ولديه الكفاءة لهذه الوظيفة (وهم كثر) فشكرا له، هو في النهاية يقدم خدمة للبلد. ما نتحدث عنه هنا هو تلاعب بعض القطاعات والشركات بتوظيف غير السعودي من الكفاءات المتواضعة حتى يضمن أعلى نسب الربح ضاربا عرض الحائط مصلحة الوطن والمواطنين الذي يشاركون غيرالسعودي نفس الأرض والمصلحة.
2 Comments
Join the discussion and tell us your opinion.
صديقي وانا اتصفح مدونتك الجميلة مررت على هذا الموضوع وحاولت ان اتجاوزه ولكن للم استطع الا ان اعلق ولو ان الموضوع قديم كقدم كل نقاشتنا اللا منتهية 🙂
حقيقة بعيدا عن الكفاءة ، والمهارة، والجودة، اعتقد ان ابن الوطن دائما له الاولوية في بلده، صحيح ان الاخوة العرب لهم حق ولكن مرتبة ثانية.. فهم ايضا لم يولدوا مؤهلين ..
خاتمة، يجب ان يعطى الشباب هنا الفرصة وان يصبر عليهم حتى يأتي اليوم ونصدرهم لدول الغير كما نفعل الان ونستقبل الاخوة العرب
الى مشاركة قادمة .. دمت بود
محبك / ابو تالا
مرحبا أبو تالا وحياك عزيزي،
وجهة نظري في الموضوع أولا وقبل كل شيئ، يجب التفريق بين المقيم صاحب المهارة والكفاءة وبين المقيم ضعيف المهارة أو حتى صاحب مهارة متواضعة أو ضعيفة. كذلك يجب التفريق بين المقيم المولود في السعودية ومستقر بها وبين الالمقيم الذي يأتي لفترة محددة ثم يعود لوطنه.
الأخ المقيم أخ عزيز لنا وهو هنا يقوم بالمساهمة في نمو الوطن وتطوره وخاصة إذا كان صاحب مهارة وكفاءة. المكشلة تكون في المقيم ضعيف ومنعدم المهارة والذي وجوده يشكل النسبة العظمى من المقيمين ويشكل خطورة حقيقية على المشاريع الوظنية الصغيرة.